responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 98
كلامه قوة وتأثيراً على الأوهام ـ فصار يعد ويوعد لا عن الله ورسوله، بل عن لسان أميره يزيد، فبلغهم سلامه ولكن الناس لم يردّوا السلام عليه أولاً حتى أخذ يطمع المطيع بمواعد جسام ويهدد مخالفيه بجدّ الحسام ـ والسيف مصلت بيده ـ فعند ذلك ردّ السلام عليه نفر قليل ثم أضحى مناديه بجمع الرؤساء والعرفاء إليه لأخذ المواثيق وإنجاز المواعيد وتوزيع العطايا ومعاقبة المتخلفين عقوبة صارمة، فهرع لندائه خلق كثير انقلبت القلوب وانحرفت الوجوه وتبدّلت لهجات الأندية ونشرات الشيع.

نعم! لا ينقضي العجب من خيبة الكوفة في نهضتها إلاّ بعد التدبر في أسبابها وأسرارها، إذ باغت ابن زياد الكوفيين بزي الحسين (عليه السلام) حتى استقر في دار الإمارة بين حامية مستعدة، وقد كان الواجب على أهل الكوفة بعد ما لبى الحسين دعوتهم وإرساله مسلماً وكيلاً عنه أن تجتمع أحياؤها ويتحدّث رؤساؤها فيخرجوا عامل يزيد وحاشيته، ويسلِّموا دوائرها إلى وكيل الحسين (عليه السلام)، وأن يقترحوا عليه من الأعمال المهمة ماهم أدرى به وأعرف، ومسلم لم يقدم عليهم كوال مختار أو مفوض مطلق ليستقل في أعماله وأعمالهم بالتصرف والمسؤولية. وإنما بعثه الحسين (عليه السلام) كمعتمد يشرف على أمرهم ويستطلع حقيقة خبرهم. لكن الكوفيين ـ يا للأسف ـ غروا مسلماً واغتروا، ولم يغتنموا صفاء جوهم وتواني عددهم إلى أن دهمهم ابن زياد وفرّق جمعهم بالوعد والوعيد وسكن فورتهم بالطمع والتهديد، حتى إذا سكت الضجيج من حول مسلم نفى الرجال العاملين لمعونة مسلم من بلده، وزج في السجن من وجوه الشيعة ـ أمثال المختار الثقفي، والمسيب بن نجبة، وسليمان، ورفاعة وغيرهم ـ ممن لم تؤثر عليهم التضييقات ولا اغتروا بباطل الوعد واستوظف آخرين، ثم اختفى بعد ذلك أكثر المتهوسين في زوايا البيوت.

نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست