responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 94
وبعدما عرف عمرو بن سعيد صرخ بالناس قائلاً: «اركبوا كل بعير بين السماء والأرض واطلبوا حسيناً» ولم يحتشم حرمة البلد الأمين ولا النبي الأمين.

بادر الحسين (عليه السلام) بمسيره قبل أن يبادر العدو إلى صدّه وإحصاره واغتياله، وألجأته الضرورة إلى حركة غير منتظرةوخارجة عن الحسبان، وأوجد بمسيره هذا ثورة فكرية أوجبت انتشار خبره بسرعة البرق. وحقاً أقول: إنّ الحسين (عليه السلام) مجتهد في نيّته ومستفرغ كل ما فيوسعه لنشر دعوته في كل عصر ومصر شحت وسائل النشر فيها، فكان لخروجه في غير أوانه دوي يرن صداه في الداخل والخارج والناس يتساءلون عن نبأه العظيم وعن أنّ الحسين هل حج وخرج؟ ولماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ والى أين؟.

هذا والحسين (عليه السلام) يسير بموكبه الفخم وحوله أهله كهالة حول القمر كأنّ موكبه داعية من دعاته، فإنّ الخارج يومئذ من أرض الحج والناس متوجّهون الى الحج لابد أن يستلفت إلى نفسه الأنظار وإن كان راكباًواحداً فكيف بركب وموكب... إنّه لأمر مريب وغريب يستوقف الناظر ويستجوب كل عابر.

وهذه أيضاً عملية من شأنها شهرة أمر الإمام وانتشار خبره الهام. وممن كان قادماً إلى الحج واستجلب نظره الركب والموكب الفرزدق الشاعر قال: «حججت بأُمّي في سنة ستين فبينا أنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم إذ لقيت الحسين بن علي (عليهما السلام) خارجاً من مكة مع أسيافه وأتراسه فقلت: «لمن هذا القطار؟ قيل: «الحسين بن علي» فأتيته وسلّمت عليه وقلت له: «أعطاك الله سؤلك بأبي أنت وأُمي يا ابن رسول الله، ما أعجلك عن الحج؟» فقال: «لو لم أعجل لأخذت» ثم قال لي: «من أنت؟» قلت: «امرؤ من العرب» فلا والله ما فتشني عن أكثر من ذلك، ثم قال لي: «أخبرني عن الناس خلفك» فقلت: «من الخبير سألت، قلوب الناس معك وأسيافهم عليك والقضاء

نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست