responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 72
علم برغائبه ومداراته، ويخشى من قيامه أن يقوم الحجاز والعراقان معه حين لا معاوية لديه ولا ابن العاص.

أمّا ابن الزبير فذو نفسية حربية مع أعدائه وذو دهاء مع رقبائه ولكنه كأبيه شحيح لا مطمع فيه، فالعدو لا يأمن منه والصديق لا يأمل فيه، فاستهان القضاء عليه من دون توقع محذور في معاداته. ولكن يزيد لم يعمل بهذه الوصيّة إذ أنّه عاش عيشة ترف قضاها في الصيد والسكر واللهو، ومثل هذه التربية تسوق صاحبها لعبادة الهوى والاغترار بسلطان الشهوات، فلا يحترم قديماً، ولا يحتشم عظيماً، ولا يحتفل بالدين، ولا برغائب الجمهور.

وعليه فما مات معاوية إلاّ والأوامر تترى من يزيد على ابن عمه الوليد ـ والي المدينة ـ بأخذ البيعة له من الناس عامة ومن الحسين وابن الزبير خاصة فتلقى الوليد بن يزيد بن أبي سفيان أوامره بكل رهبة واحتياط، وكان يعرف سوء سمعة يزيد كما يعرف حسن شهرة هؤلاء عند المسلمين عامة وعند أهل الحجاز خاصة، فأدت سياسته إلى إعلام هؤلاء بالأمر بصورة ودية مع المداراة لرغائبهم وحركاتهم قبلما يأخذ البيعة العامة في مسجد النبي ليزيد كخليفة، فأرسل إلى الحسين والى ابن الزبير ليحضرا لديه فجاءه الحسين (عليه السلام) ومعه ثلة من أقربائه، ولم يدخلوا معه فاستقبله الوليد بالترحاب ومروان[1] جالس متغيّر وتكاد تقرأ ما في


1) هو مروان بن الحكم بن العاص بن أُمية.

ولد في السنة الثانية للهجرة وطرده النبي (صلى الله عليه وآله) مع أبيه الى الطائف لأنّ أباه الحكم أسلم مع أبي سفيان يوم الفتح كرهاً ونفاقاً وكان يستهزىء بالنبي (صلى الله عليه وآله) إذا غاب عنه ويهجس الى المشركين بأخباره، فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) عليه وطرده فأواهما عثمان في خلافته واتخذ مروان كاتباً عنده، فنقم المسلمون ذلك عليه لا سيما بعد تزويره كتاباً عن لسان الخليفة يأمر فيه عامل مصر بقتل محمّد بن أبي بكر ورسل المدينة.

وكان مثار الفتن يوم الدار وفي الحروب التي أقامها معاوية ضدّ الامام علي (عليه السلام) وبايع الإمام نفاقاً كما أسلم أبوه نفاقاً وسرعان ما نكث البيعة وخرج مع طلحة الى حرب البصرة ثم رمى طلحة. ولما أسره الإمام (عليه السلام) تشفّع فيه الحسن (عليه السلام) فخلا سبيله. ولما تقدم ليجدد بيعته أبعده الإمام قائلاً: «لا حاجة لي في بيعته إنّها كف يهودية، أما إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه، وهو أبو الأكبش الأربعة، وستلقى الأمة منهم يوماً أحمر». ثم هرب مروان الى معاوية وخرج الى صفين، وبعد صلح معاوية مع سيدنا الحسن (عليه السلام) تولى إمارة المدينة فالحجاز كلّه، وأخذ فدكاً لنفسه، ثم أساء معاوية الظن فيه فعزله. وبعد موت معاوية بن يزيد تولى الخلافة ثم خنقته زوجته سنة 65 هـ بالشام.

نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست