responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 69

كيف يبايع الحسين


غريب والله أنّ يزيد المشهور بالسفاسف والفجور يريد التقمص بخلافة النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) المبعوث لتكميل مكارم الأخلاق، وذلك في حياة الحسين (عليه السلام) ابن ذاك النبي وحبيبه. فيزيد يعلم نفسية الحسين ويعلم أنّ صدر الحسين (عليه السلام) أصبح بركاناً قريب الانفجار، ومع ذلك لا يقنع بسكونه وسكوته عما هو فيه، بل يريد منه فوق ذلك كلّه أن يعترف له بالخلافة عن الرسول، وهل ذاك إلاّ رابع المستحيلات؟ فإنّ اعتراف الحسين (عليه السلام) بخلافة يزيد عبارة أخرى عن أنّ الحسين ليس بالحسين «أي إنّ معنى قبوله البيعة ليزيد بيع دين جدّه، وكل مجده، وكل شعور شريف للعرب، وكل حق للمسلمين، وكل آمال لقومه يبيعها جمعاء برضى يزيد عليه» وهذا محال على الحسين (عليه السلام) وعلى كل أبطال الفضائل، فإنّ قبوله بيعة يزيد عبارة أخرى عن اعترافه بتساوي الفضيلة والرذيلة، واستواء العدل والظلم، واتحاد الحق والباطل، وتماثل النور والظلام، وأنّ العلم والجهل مستويان، وأنّ الخفيف والثقيل سيان في الميزان، فهل يسوغ بعد هذا كله سكوته وسكونه؟!

وقد يزعم البسطاء أنّ الحسين (عليه السلام) لو استعمل التقية وصافح يزيد لاتّقى ببيعته شرّ أمية، ونجا من مكرها، وصان حرمته، وحفظ مهجته، لكن ذلك وهم بعيد...

فإن يزيد المتجاهر بالفسوق لا يقاس بمعاوية الداهية المتحفظ، فبيعة مثل الحسين (عليه السلام) لمثل يزيد غير جائزة بظاهر الشريعة، ولذلك تخلّف عن بيعته سعد بن بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير

نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست