وكررت ذلك أشياعه في الطف فذبحوا من الصبية والأطفال ما ظهروا عليهم وظفروا بهم بغير رحمة منهم ودون أدنى رقة أو رأفه، الأمر الذي برهن على غلوّهم في القسوة والفسوق عن الدين، وأوضح بلا مراء ولا خفاء أنّ قصد التشفّي والانتقام بلغ بهم الى العزم على استئصال ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله) وقطع نسله ومحو أصله.
أمّا علي بن الحسين العليل فلم يفز بالنجاة من أيديهم العادية لا لصغر سنّه، ولا بتعلق عمته به قائلة: «لا يُقتل إلاّ واُقتل معه» ولا بشفاعة حميد بن مسلم وأشباهه فيه، بل إنّما نجا من حدّ الحديد لشدّة مرضه وقوة علته وضعف أملهم بحياته، ونجا الحسن بن الحسن باختفائه وهو جريح طريح وفاء من الله بوعده وحفظه لنسل نبي الرحمة بإكثار المصلحين في الأمة وهدايتها بعلوم الأئمة.