responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 162
لحرملة: «إقطع نزاع القوم» وكان من الرماة القساة، فعرف غرض ابن سعدفرمى الرضيع بسهم نحره به، وصار الحسين (عليه السلام) يأخذ دمه بكفه وكلما امتلأت كفه دماً رمى به الى السماء قائلاً: «اللهم لا يكونن أهون عليك من فصيل» يعني فصيل ناقة صالح.

ولما أحسّ الرّضيع بحرارة الحديد وألمه فتح عينيه في وجه أبيه وصار يرفرف كالطير المذبوح، وطارت روحه رافعة شكاية الحال الى العدل المتعال، وترك القلوب دامية من مصيبته المفتتة للأكباد. وقد بلغ أمر الرضيع الذبيح مبلغاً من قوة الدّلالة على انحراف قلوب القوم عن سنن الإنسانية وعلى سفالة أخلاقهم بحيث يئس الحسين عند ذلك من رشدهم وعاد عنهم خائباً، وربما كانت مصيبته في خيبته أعظم عليه من مصيبته في الرضيع، فاستقبلته صبية قائلة: «يا أباه لعلك سقيت أخي ماء؟» فأجابها: «هاك أخاك ذبيحاً» ثم حفر الأرض بسيفه ودفن الرضيع ودفن معه كل آماله.

وكان حسين الحقّ لم يدخر فيوسعه أي قوة ولم يضيّع أي فرصة في إفشاء سرائر الحزب السفياني، فإن قتل الذراري وذبح الأطفال كانت الشرائع والعادات تمنع عنه أشد المنع، وقد روى المحدّثون أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) بعث سرية فقتلوا النساء والصبيان فأنكر النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك عليهم إنكاراً شديداً، فقالوا: «يا رسول الله إنّهم ذراري المشركين». فقال: «أوليس خياركم ذراري المشركين». وإن خالد بن الوليد لما قتل بالعميصاء الأطفال رفع النبي (صلى الله عليه وآله) يديه حتى رأى المسلمون بياض إبطيه وقال: «اللهم إنّي ابرأ إليك مما صنع خالد» ثم بعث علياً (عليه السلام) فوأدهم، فلم يعهد ذبح الأطفال بعد ذلك إلاّ ما كان من معاوية في قتله أطفال المسلمين في الأنبار وفي اليمن على يد عامله بسر بن أرطأة، وكان فيمن قتلهم ولدان لعبيدالله بن عباس،

نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست