[1] مسند أحمد ج 5 ص 181، ج 4 ص 366 و صحيح مسلم
في كتاب الفضائل ج 4 ص 110 أقول: لا يهمنا التحقيق في سند« حديث الثقلين»، لأنه مما
لا يرتاب في تواتره، و نكتفي بكلام المناوي في فيض القدير ج 3 ص 14 حيث قال:« قال
السمهودي: و في الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة»، و بكلام ابن حجر في الصواعق
ص 136، حيث قال:
« اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا
كثيرة، وردت عن نيف و عشرين صحابيا، و في بعض تلك الطرق، أنه قال ذلك بحجة الوداع
بعرفة، و في أخرى أنه قال بالمدينة في مرضه.
و قد امتلأت الحجرة بأصحابه، و في
أخرى أنه: قال ذلك بغدير خم، و في أخرى أنه لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف
كما مر، و لا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في المواطن و غيرها، اهتماما
بشأن الكتاب العزيز، و العترة الطاهرة».
و قال في وجه دلالة الحديث:«
تنبيه: سمى رسول اللّه( ص) القرآن و عترته و هي بالمثناة الفوقية: الأهل و النسل،
و الرهط الأدنون ثقلين، لأن الثقل كل نفيس خطير مصون، و هذان كذلك، إذ كل منهما
معدن للعلوم الدينية، و الأسرار و الحكم العلية و الأحكام الشرعية، و لذا حث( ص)
على الاقتداء و التمسك بهم، و التعلم منهم، و قال:
« الحمد للّه الذي جعل الحكمة
فينا أهل البيت»،
و قيل: سميا ثقلين لثقل وجوب
رعاية حقوقهما، ثم الذين وقع الحث عليهم منهم، إنما-.- هم العارفون بكتاب اللّه، و
سنة رسوله، إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض، و يؤيده الخبر السابق:« لا
تعلموهم فانهم أعلم منكم»، و تميزوا بذلك عن بقية العلماء، لأن اللّه أذهب عنهم
الرجس و طهرهم تطهيرا، و شرفهم بالكرامات الباهرة، و المزايا المتكاثرة، و قد مر
بعضها، و سيأتي الخبر الذي في قريش:« و تعلموا منهم فإنهم أعلم منكم»، فإذا ثبت
هذا لعموم قريش، فأهل البيت أولى منهم بذلك، لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا
يشاركهم فيها بقية قريش.
و في أحاديث الحث على التمسك بأهل
البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أن الكتاب
العزيز كذلك، و لهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي، و يشهد لذلك الخبر السابق:«
في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي إلى آخره»، ثم أحق من يتمسك به منهم إمامهم
علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه، لما قدمنا من مزيد علمه و دقائق مستنبطاته، و من
ثم قال أبو بكر: علي عترة رسول اللّه( ص) أي الذين حث على التمسك بهم، فخصه لما
قلنا، و كذلك خصه( ص) بما مر يوم غدير خم و المراد بالعيبة و الكرش في الخبر
السابق آنفا: أنهم موضع سره و أمانته، و معادن نفائس معارفه، و حضرته، إذ كل من
العيبة و الكرش مستودع لما يخفى فيه، مما به القوام و الصلاح، لأن الأول يحرز فيه
نفائس الأمتعة، و الثاني مستقر الغذاء الذي به النمو، و قوام البنية.
( انتهى ما أردنا من كلامه) و
حديث:« ألا إن عيبتي و كرشي أهل بيتي» قد ورد مستفيضا.
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 226