فبهذه كلّها نعرف قيمة ابن حزم وقيمة كتابه، ونحن لا يسعنا إيقاف القارئ على كلِّ ما في «الفِصَل» من الطامّات، ولا على شطر مهمٍّ منه، إذ جميع أجزائه ولاسيَّما الجزء الرابع مشحونٌ بالتحكّم والتقوُّل والتحريف والتدجيل والافك والزور، وهناك مذاهب مختلقة لا وجود لها إلاّ في عالم خيال مؤلِّفه.
وأمّا من القذف والسباب المقذع فلا نهاية له، بحيث لو أردنا إستيفاءه لكلّفنا ذلك جزءً، ولا يسلم أحدٌ من لدغ لسانه لا في فِصَله ولا في بقيَّة تآليفه، حتّى نبيُّ العظمة قال في «الاحكام»: قد غاب عنهم «يعني الشيعة» إنَّ سيِّد الانبياء هو ولد كافر وكافرة[2] .
أيُساعده في هذه القارصة أدب الدين؟! أدب
[1]كقول الشاعر ابن الرومي علي بن عبّاس بن جريح المتوفّى سنة 283هـ:
رُدّت عليه الشمس بعد غروبها
بيضاءَ تلمع وقدةً وتأججا
وقول الشاعر الحِمّاني الافوه علي بن محمد ـ وهو من أحفاد زيد بن علي (عليه السلام)ـ المتوفّى سنة 301هـ: