نشأ وترعرع في النجف الأشرف، حاضرة العلم، ونهل من مدارسها في الفقه والأُصول والفلسفة، ونواديها في الأدب والثقافة والشعر، ممّا كان له الأثر الكبير في تكوين شخصيّته العلمية والأدبية، فتجلّى ذلك في عمق بحوثه، وأُسلوبه السهل في البيان وحسن العرض، وأدبه الجمّ وخلقه الدمث في المناظرة والحِجاج.
أخذ المقدّمات عن أعلام النجف الأفاضل، ثمّ سافر إلى الكاظمية سنة 1306 وتزوّج هناك وحضر على علمائها، ثمّ عاد إلى النجف الأشرف سنة 1312 فحضر على الشيخ محمّـد طه نجف (ت 1323) والشيخ آقا رضا الهمداني (ت 1322) والشيخ الآخوند محمّـد كاظم الخراساني (ت 1329) والسيّد محمّـد الهندي (ت 1323) (رحمهم الله).
هاجر إلى سامرّاء سنة 1326 فحضر هناك لمدّة عشر سنين على زعيم الثورة العراقية الميرزا محمّـد تقي الشيرازي (ت 1338)، وغادرها إلى الكاظمية عند احتلالها من قبل الجيش الإنكليزي، فمكث فيها سنتين مؤازراً للعلماء في تأجيج الثورة في العراق، وإثارة العواطف ضدّ الإنكليز، ومحـرّضاً على طلب الاسـتقلال.
كان شخصية موسوعية، له في كلّ علم مِغرفة، صاحب القلم المبارك الثرّ الذي لا ينضب، فأوقف حياته وكـرّس عمره لخدمة الدين والمذهب والحقيقة، فلم يُـرَ إلاّ وهو يجيب عن سؤال، أو يحرّر رسالة يكشف فيها ما التبس على المرسل من شكّ، أو يكتب في أحد مؤلّفاته..
وممّا مكّنه من ذلك أنّه كان يجيد اللغات الفارسية والعبرانية