المشـبّهة لخرط العوسـج[1] باليد، والانكفاء كما تنكفئ السـفينة في أمواج البحر، والتمييز والتمحيص، وبيان شـقاوة الشـقيّ وسـعادة السـعيد، والخروج من الشـريعة، والتكسّـر تكسّـر الفخار، والارتداد عن الدين، كما صرّحت به وحذّرت منه الأخبار المتقدّمة.
هذه كلّها تكون في زمن الغَيبة وقبل ظهور قائم الحقّ من آل محمّـد صلوات الله عليهم.
وهذه الأخبار وغيرها تخبر أنّ هذه الأحوال تقع في الشيعة من أجل ضلال الأهواء في شأن الغَيبة وبطئها، فيكون الارتداد عن الدين والخروج عن الشـريعة من هذه الجهة!
وهل سـمعت بوقوع هذه الحوادث المذكورة في الروايات، وارتداد الكثير من الشـيعة عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسـلام من أعناقهم، وخروجهم من الشـريعة قبل سـنة الألف ومائتين وسـتّين؟!
وهل ترى في الفرقة الجديدة البابية شـيئاً وأثراً من أُصول دين الإسـلام وفروعه وأحكامه وشـريعته؟!
فقد بدّلوا الشـريعة، وخالفوا أحكام القرآن حتّى قوله تعـالى: ( إنّ عِدَّةَ الشُهورِ عندَ اللهِ اثنا عَشَرَ شَهْراً )[2] فجعلوا السـنة تسـعة عشر شـهراً!
وقد أوضح أئمّة الهدى (عليهم السلام) نهجَ الهدى والنجاة في هذه الفتنة بأنواع الإيضاح، منها ما تقدّم وقرع سـمعك من الروايات، ويقرعه مِنَ الأمر
[1]العَوْسَـج: شـجر كثير الشَـوْك، وهو ضروب، واحدته عَوْسَـجة ; انظر مادّة " عسج " في: الصحاح 1 / 329، لسان العرب 9 / 199.