وجد ، وما زلت أرجو
الإنصاف في إجتماعكما ، فما يقول القائل إلاّ بفضل قولكما ، فردّا على ذي رحم
مستعتب ما يحمد به البصيرة في عتابكما ، وأستغفر الله لي ولكما.
قال : فتيسّر ابن عباس للكلام ونصب يده
للمخاطبة ، فأشار إليه الحسين وقال : على رسلك ، فأنا المراد ونصيبي في التهمة
أوفر ، فأمسك ابن عباس.
فقام الحسين فحمد الله وصلّى على الرسول
ثمّ قال : ( أمّا بعد يا معاوية فلن يؤدي القائل وإن أطنب في صفة الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم من جميع جزءاً ، وقد فهمتُ ما لبّستَ به الخلف بعد رسول الله من
إيجاز الصفة ، والتنكّب عن إستبلاغ البيعة ، وهيهات هيهات يا معاوية ، فضح الصبح
فحمة الدجى ، وبهرت الشمس أنوار السُرج ، ولقد فضّلتَ حتى أفرطتَ ، واستأثرتَ حتى
أجحفتَ ، ومنعتَ حتى بخلتَ ، وجرت حتى جاوزتَ ، ما بذلت لذي حقّ من أتم حقّه بنصيب
، حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر ، ونصيبه الأكمل ، وفهمتُ ما ذكرته عن يزيد من
إكتماله وسياسته لأمّة محمّد ، تريد أن توهم الناس في يزيد ، كأنّك تصف محجوباً ، أو
تنعت غائباً ، أو تخبر عمّا كان احتويته بعلم خاص ، وقد دلّ يزيد من نفسه على موقع
رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش ، والحمام
السّبق لأترابهن ، والقينات ذوات المعازف ، وضروب الملاهي ، تجده ناصراً ، ودع عنك
ما تحاول ، فما أغناك أن تلقى الله بوزر هذا الخلق بأكثر