( لعلك اشتقت إلى روايات ابن أبي الحديد
الطريفة! فقد طال إمساكنا عن أخباره وإضرابنا عن قصصه ، فها نحن أولاء مطلعوكَ على
مشهد ممتع وحوار أمتع :
لمّا فرغ عليّ من القتال دعا بآجرتين : فحمد
الله وأثنى عليه وخطب في أهل البصرة قائلاً : ( يا أنصار المرأة ، وأصحاب البهيمة!
رغا فجئتم ، وعقر فانهزمتم ، نزلتم شر بلاد ، أبعدها عن السماء ... إلخ ).
ثمّ نادى [١] ابن عباس ، فاقبل إليه ، فقال له : ( إئتِ
هذه المرأة فمرها أن ترجع إلى بيتها الذي أمرها الله أن تقرّ فيه ) ، ثمّ تمثل :
إني زلَلتُ زلَة فأعتذر
واجمع الأمر الشتيت المنتشر
واجمع الأمر الشتيت المنتشر
قال ابن عباس : فجئت فاستأذنت عليها فلم
تأذن لي ، فدخلت بلا إذن ، فمددت يدي إلى وسادة في البيت فجلست عليها.
فقالت عائشة : تالله ما رأيت مثلك يا بن
عباس! تدخل بيتنا بلا إذننا ، وتجلس على وسادتنا بغير أمرنا؟ ، ( أخطأت السنّة
مرتين ).
بالزندقة وقال البرقاني
عن الدار قطني : متروك وقال الحاكم : اتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط. تهذيب
التهذيب ٤ / ٢٩٦.
[١] هكذا يريد ابن
أبي الحديد : نداء وصراخا على رؤوس الأشهاد. تعليقة الأفغاني في كتابه عائشة
والسياسة / ١٩٣.