ماذا
قال سعيد الأفغاني في كتابه ( عائشة والسياسة ) في هذا المقام؟
لقد جعل الفصل الخامس من كتابه في آخر
أيام عائشة بالبصرة ، وعنونه : ( دخول عائشة البصرة وتجهيزها إلى الحجاز ). ثمّ
بدأ ينقل نصوص الطبري في ذلك بانتقاء أحاديث سيف خاصة! وهي لا تخلو من مناقشة
سنداً ومتناً ، ثمّ ختم ذلك بقوله : ( وظلت السيدة مدّة إقامتها بالبصرة راضية عن
سيرة عليّ ، فقد كانت خطته مع المخالفين خطة إجمال وكفّ ، وتغافل في الجملة ، وخاصة
مع السيدة نفسها ، فقد صانها عن كلّ أذى ومكروه ، ورعاها وكمّ الأفواه عن قولة
السوء فيها ، واشتد في ذلك على أصحابه حتى أمسكوا ).
وهنا فصل بنجوم ثلاث بين ما مرّ وبين ما
يأتي ، وتبدلت اللهجة الجادة إلى هزل أدبي ، وكأنّه كاتب قصصي يصوّر للقارئ بعض
مشاهد مسرحياته الخيالية ، ولعلّه أصابه السأم من مرويات الطبري لأحاديث سيف ـ المتهم
حتى بالزندقة والكذب [٣]
ـ فاستبدل النغم ، فقال يخاطب قارئه :
[٢] إكمال إكمال
المعلم بشرح صحيح مسلم ٦ / ٢٣٩ ط دار الكتب العلمية بيروت.
[٣] قال ابن عدي :
بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها. وقال ابن حبان : يروي الموضوعات
عن الأثبات. قال وقالوا انه كان يضع الحديث. وبقية كلام ابن حبان : اتهم