١ ـ روى البلاذري في ( أنساب الأشراف ) في
حديث أبي ذر مع عثمان : ( وقال قتادة : تكلم أبو ذر بشيء فكذّبه عثمان ) [١].
فماذا كان ذلك الكلام الذي كرهه عثمان
فكذّبه؟ وكيف كذّبه ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في أبي ذر : ( ما
أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على رجل أصدق ذي لهجة من أبي ذر ) [٢]؟!
وهكذا يبقى عثمان يعدّ خليفة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وهو يكذّبه! إنّها بليّة المسلمين تكريم خليفة الأمويين
على حساب كرامة رسول ربّ العالمين (؟!).
٢ ـ وروى البلاذري أيضاً في حديث عمار
مع عثمان بعد موت أبي ذر بالربذة طريداً وحيداً ، فأراد تسيير عمار كما صنع بأبي
ذر : ( جاءت بنو مخزوم إلى عليّ فسألوه أن يكلم عثمان فيه ، فقال له عليّ : ( يا
عثمان اتق الله فإنّك سيرّت رجلاً صالحاً من المسلمين فهلك في تسييرك ، ثم أنت
الآن تريد أن تنفي نظيره ) ، وجرى بينهما كلام (؟) حتى قال عثمان : أنت أحق بالنفي
منه ، فقال عليّ : ( رم ذلك إن شئت ) [٣].
[٢] راجع موسوعة
اطراف الحديث النبوي الشريف ٩ / ٤٠ ـ ٤١ تجد الحديث بألفاظ متقاربة وعن مصادر تربو
على الثلاثين.
[٣] سيأتي في
المحاورة الثالثة للعباس مع عثمان ما يشير إلى تصميمه أن يقوم بأمر النفي لعلي
وأصحابه ، ممّا دعا العباس إلى أن يتدخل في نصح عثمان أن لا يقوم بما عزم عليه
ممّا يسبب له وللمسلمين كارثة لا يعفى أثرها.