إلاّ وجده معدّاً )
، إلى غير هذا ممّا سيأتي كلّه في صفحات إحتجاجه.
وكانت أسماء بنت أبي بكر تنهى ابنها عبد
الله بن الزبير عن مكالمة ابن عباس وبني هاشم وتقول له : ( فإنّهم كعم الجواب إذا
بدهوا ) ، وتنهاه عن ابن عباس خاصة وتقول له : ( يا بني احذر هذا الأعمى الذي ما
أطاقته الإنس والجن ، واعلم أنّ عنده فضائح قريش ومخازيها بأسرها ، فإياك وإياه
آخر الدهر ) [١].
ولكن ابنها لم يسمع نصحها فكان :
كناطح صخرة يوماً ليوهنها
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
فكان ابن عباس في براعته وشجاعته ، وبداهته
ونباهته ، لا يوازيه في عصره أحد ، من سائر أقرانه إلا السادة الكرام من ذوي قرباه
، فهم كانوا أمراء الكلام ، ومن أبيهم وإمامهم تعلمَ هو العلم كما مرّ ذلك عنه
مكرراً.
وأمّا البحث عن مصادر المرويات المأثورة
التي سنقرأ ما وصلت إليه يد البحث وأمكن الإطلاع عليه ، فهي المقبولة المعروفة لدى
جلّ الباحثين. وسنعزز كلّ معلومة من شعر أو نثر أو محاورة أو كلمة حكمية بتوثيقها
مشفوعة بذكر مصادرها ، ولئن وجد بين المصادر ما لا يستسيغ بعضهم الرجوع إليه فهو
مقبول عند بعض آخر ، كنحو كتب ابن أبي الدنيا ، أو كتب ابن عربي الحاتمي ، وأمثالهما
من كتب التصوف كـ ( إحياء العلوم ) للغزالي ، و ( طهارة القلوب ) للديريني ، وأضرابهما.