وصدقناك ، والصدق ـ كما
ذكرت ـ أنجى وأسلم ، فأجب إلى ما دعوت إليه ، وأجلل عن النقص والغدر مسجد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وموضع قبره ، وأصدق تنج وتسلم ، ونستغفر الله لنا
ولك.
قال ابن عباس : فنظر إليّ عليّ عليه
السلام نظر هيبة ، وقال : دعه حتى يبلغ رضاه فيما هو فيه. فوالله لو ظهرت له
قلوبنا وبدت له سرائرنا حتى رآها بعينه كما يسمع الخبر عنها بإذنه ما زال متجرّماً
منتقماً ، والله ما أنا ملقى على وضمة ، وإنّي لمانع ما وراء ظهري ، وانّ هذا
الكلام لمخالفة منه وسوء عشرة.
فقال عثمان : مهلاً أبا حسن فوالله إنّك
لتعلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصفني بغير ذلك يوم يقول وأنت عنده :
إنّ من أصحابي لقوماً سالمين لهم وانّ عثمان لمنهم ، إنّه لأحسنهم بهم ظنّاً ، وأنصحهم
لهم حبّاً.
فقال عليّ عليه السلام : فصدّق قوله صلى
الله عليه وآله وسلم بفعلك ، وخالف ما أنت الآن عليه ، فقد قيل لك ما سمعت وهو كاف
إن قبلت.
قال عثمان : تثق يا أبا الحسن؟
قال : نعم أثق ولا أظنك فاعلاً.
قال عثمان : قد وثقت وأنت ممن لا يخفر
صاحبه ولا يكذّب لقيله.
قال ابن عباس : فأخذت بأيديهما حتى
تصافحا وتصالحا وتمازحا ، ونهضت عنهما فتشاورا وتآمرا وتذاكرا ، ثمّ افترقا ، فوالله
ما مرّت ثالثة حتى