نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 86
والزعامة والرئاسة
والولاية ، فإنّ هذا الجمع فيما يختص بالشراكة التي منحها الله لأولياء الناس من
الذين آمنوا ، ولا ينبغي أن يفهم منها أنّها تشتمل على الدرجة الأُولى للولاية ،
والتي هي لله ، بل نحن بصدد الاشارة إلى الدرجة البشرية ، والتي تجمع بين الرسول صلىاللهعليهوآله وبينه ، وهو يربط
بشيء من الحساسية والدقة ، بين إبراهيم والمؤمنين والنبيّ صلىاللهعليهوآله والتمسك بنهجهم ،
ربطاً يحتاج إلى بصيرة كي تقف عنده.
فالولاية التي تجمع بين إبراهيم عليهالسلام والذين اتبعوه هي
ولاية ارتباطاً ، فالذين اتبعوه أشد ارتباطاً ووثاقة بإبراهيم عليهالسلام من سواهم ، وإنّ هذا
النبيّ الذي هو وليّ أنفس المؤمنين هو الذي تحتشد في شخصيته وثاقته بإبراهيم عليهالسلام الإمام ، وولايته
لأنفس الذين آمنوا ، فيشتمل على رتبة الإمامة والنبوة والولاية ، وهو المقام الذي
تشغله قدسية ذات محمد صلىاللهعليهوآله
بالمطلق ، منظوراً إليها على أنّها الامتداد الذي لا ينقطع في حين من الدهر ، لا
في القديم ولا في الحاضر ولا في المستقبل ، لارتباطها بولاية الله سبحانه التي لا
تنتهي.
وإذا صح هذا الارتباط ـ وهو كذلك ـ فإنّ
ارتباط ولاية الذين آمنوا بها ستكون قد اقتربت من ظهورها عياناً ، كيف ذلك؟
نلاحظ في عدد غير قليل من آيات القرآن
الكريم ، أنّه تعالى عندما يتحدّث عن الولاية فإنّه يشير إلى أنّها رابطة تنشأ بين
أطراف ، أما ثنوية أو متعدّدة.
نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 86