نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 63
المعارف
» [١] ، وللباقر عليهالسلام : « لا معرفة كمعرفتك
بنفسك » [٢].
ونجمل جميع هذه الأقوال تحت قوله عليهالسلام : « ومن عرف نفسه ،
فقد انتهى إلى غاية كل معرفة وعلم » [٣]
، ولن نحتاج إلى توضيح بعد هذا ، فإن الغاية من وراء كل معرفة ومن وراء كل علم ،
هي شعور المرء بأنّه كامل من جميع جوانب الكمال ولا نزيد على ذلك ، ولابد أنّ
الكمال غاية لا مزيد وراءها ، وإنّ بلوغه بالمعرفة لا يتحقق سوى بالإمام ، وإذا
عطفنا كلامنا هنا على خطبة الإمام عليّ عليهالسلام
التي يأتي منها : « أول الدين معرفته ـ أي الله ـ » [٤] سوف نجد تلازماً ضرورياً ، بين : « من
عرف نفسه فقد عرف ربه » وبين « أول الدين معرفة الله ».
إنّ هذا التلازم يلتقي بالدقة عند منطقة
الفطرة ، لأنّها المكان الذي يجتمع فيه العلم الأوّل الذي تنزع نحوه الحاجات
والميول ، فالمراد أنّ المعرفة كامنة في جوهر النفس ، وأنّ جميع الأعمال الجارية
من أجل أصلاحها وهدايتها ، هي سائرة نحو هذا المتجه ، وإنّ الذي ينبغي أن تبذل من
أجله كلّ جهود المعرفة ، هو أين تجد ملاذها ، وتطمئن الاطمئنان كله ، وإذا بلغت
بنا النتائج هذا المكان ، وقيل أين هو؟ أو في أي جهة أو طريق ينبغي أن تتجه بنا
الآليات المعرفية