نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 55
في عدد من المواضع التي تقرأ من هذه
النصوص ، يشعر القارئ بالأسى نتيجة الظلم الذي يقع على الهندي الأحمر ، ويشعر بمدى
احتقار الذين يغزون بلاده له ، ولكن الأمر الأشد إيلاماً ، هو أنهم من الزعيم وحتى
أصغر المحاربين ، يخسرون المعارك بأشكال متتالية ، ويفنون بأشكال متتالية ، كما
عبر أحدهم مثل موج البحر ، لكنهم يلتصقون بعدم التخلي عن ذاك الذي شكل مقدساً ،
ولا نقصد أي معنى هنا مخالف لروح الأديان ، إنما لا نعتقد أنّ الله سبحانه يتخلّى
عن مخلوقاته ، مثلما قرأنا في ورقة زعيم « دواميش » ، وإنما الذي يجري هو التقيد
بنظام الحرب وفق المنهج الذي رسمه الشيوخ القدماء ، وهو بلغ كذلك رتبة التقديس ، فاستغل
الأبيض بقاء هذا الإيمان وراح يفني القبائل.
إذاً لقد شكلت هذه الظواهر عائقاً كبير
في طريق الصفاء الذي يقود نحو منازل رفيعة ، يتخلصون مع الالتفات إليها مما هو ضار
بالضرورة وينجون ـ أي جميع الناس ـ وليس فقط هذا القوم أو ذاك ـ من الذي أشار إليه
القرآن الكريم في مقام توارث العقائد بدون هدىً حين قوله : ( قالوا
حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا )[١] ، بل هي
شاملة للعنصر الإنساني جميعاً.
وإذا دلّ تمسك المجتمع بما لا تحمد
عواقبه ، فإنّما يدل على