نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 48
بانقضائها ، مع علمه
يقيناً بهذا الانقضاء ، ولهذا اوصى أمير المؤمنين عليهالسلام
برفض هذه الدنيا ، قائلا : « وإن لم تحبوا تركها ، والمبلية لأجسامكم ، وإن كنتم
تحبون تجديدها ، فإنّما مثلكم ومثلها كسفر سلكوا سبيلا فكأنهم قد قطعوه ، وأمّوا
عَلَماً فكأنهم قد بلغوه ، وكم عسى المجري إلى الغاية أن يجري إليها حتى يبلغها ،
وما عسى أن يكون بقاء من له يومٌ لا يعدوه ، وطالب حثيث يحدوه في الدنيا حتى
يفارقها » [١].
نتيجة
الواقع أنّ ثمة اتصال يربط ما بين هذه
الحياة الخارجية ، وبين حياة أخرى يُسعى لا محالة لبلوغها ، وهي حياة أزلية محكوم
بها الإنسان ، ومحتاج للتعرف عليها واكتشافها ، لكنّه يعترف دائماً أنه بمفرده لا
يتمكن ـ مع ما يمتلكه من شعور عميق ـ من الوصول إليها ، وكذلك يندفع به هذا الشعور
نحوها ، غير أن هذا الشعور يتدخل في تحديد مدى صفائه وخلوصه من الشوائب.
لكن الفرد قد يتمكن من الوصول إلى
المواءمة بين ما يتلقاه من العالم الخارجي ، وبين ما يتدفق من أعماقه ، وهو هنا
عند هذه المرحلة من التمكن سوف يستطيع يقيناً أن يلتقط إشارات دقيقة