نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 47
ذلك وذهب نحو
الماهيات وجرّد الأشياء من الأطراف الزوائد التي تلحق بها ليصل إلى اللب ، أو
ليبحث عن الخالد ، ولا يعبأ كثيراً بالآيل إلى الزوال.
والذي يدفع الإنسان نحو هذا المنهج ، هو
شغف أزلي يسوقه نحو معرفة بدايته ونهايته ، ويُجري أعماله على خلق ظروف ومناخات
تلائم المراحل التي يقطعها ما بين هذه البداية التي يحياها ، وتلك النهاية التي
ينحصر ختام تجربته فوق التراب بها ، بجميع ما يشوبها من الغموض ، وما ينتظره فيها
من المجهول.
وبمناسبة هذا المجهول ، فإننا نعطف هنا
على أن التعلق والحنين والبحث عن المجهول بالنسبة للنوع الإنساني ، هو أمر له
علاقة ذات حدّين :
الحدّ الأوّل : هو الذي يخضع للتساؤلات
عن المنشأ والولادة والبداية.
الحدّ الثاني : هو الذي تجري عليه جميع
اختبارات عمره في طريق بلوغه النهاية التي حتمت عليه ، وهو يعرفها لكنّه يغض الطرف
عنها.
والوازع والهاتف الداخلي الذي يحفز
الإنسان على المعرفة يرتبط بشكل وثيق بالحدّ الثاني ، حدّ معرفة مجهول النهاية ،
وذلك لما يتعلق به في مسيرته الحياتية من آمال تجعله لا يرغب
نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 47