نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 185
ذلك تعب السير وراء
ما لا يدرك ، فالذين لا يعرفون محمد وآل بيته على حقيقتهم كيف لهم أن يتجاوزونهم
إلى بارئهم ، ضعف إذن جهدهم ، وكلّت هممهم دون بلوغ ذلك.
وعلى الإجمال يلاحظ في خط الإمام عليهالسلام أنه يشدّد على
تناول طرقات الله عبر الطاعات ، ولا يقترف المرء من جريرة أعظم من تنازله عن
فرائضه ، والتزامه مناهج نبيه.
وكما أن الإمام علي عليهالسلام غايته الله سبحانه
، فإن إجابته عن الرؤيا كانت كالتالي : « لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه
القلوب بحقائق الإيمان » [١].
فالغاية من جميع الأمر إذن هو القلب ، ومثلما
ابتدأت الدائرة الرسالية برمّتها منذ آدم إلى يوم المهدي ( عج ) بالعمل على تطهير
القلب ، كذلك تختتم به ، والذي بلغ النور قلبه انكشفت حقيقة الإمام علي عليهالسلام عنده ، وتقرّب إلى
الله تعالى باقترابه منه ، وابتعد عن الله تعالى بابتعاده عنه.
وقد يعلم من انكشفت له حقيقة إمامه أنه
قال : « لا يزيدني كثرة الناس حولي عزّة ، ولا تفرّقهم عني وحشة » [٢] ، فهو البالغ مبلغ اليقين من ربه ،
والسلامة من أداء أمانته ، ويذهب مطمئناً إلى باريه.