responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام علي (ع) نویسنده : القبانجي، حسن    جلد : 8  صفحه : 235
فان ذلك في مواطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة والمراد يكفّر أهل المعاصي بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضاً، والكفر في هذه الآية البراءة يقول: فيبرأ بعضهم من بعض، ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان: {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُوْنِ مِنْ قَبْلُ}[1] وقول إبراهيم خليل الرحمن: {كَفَرْنَا بِكُمْ}[2] يعني تبرأنا منكم، ثم يجتمعون في مواطن اُخرى يبكون فيها، فلو أن تلك الأصوات فيها بدت لأهل الدنيا لا زالت جميع الخلق عن معائشهم، وانصدعت قلوبهم إلاّ ما شاء الله، ولا يزالون يبكون حتى يستنفذوا الدموع، ويفضوا إلى الدماء.

ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِيْنَ}[3] وهؤلاء خاصة هم المقرون في دار الدنيا بالتوحيد، فلا ينفعهم إيمانهم بالله لمخالفتهم رسله وشكهم فيما أتوا به عن ربهم، ونقضهم عهودهم في أوصيائهم واستبدالهم الذي هو أدنى بالذي هو خير، فكذبهم الله فيما انتحلوه من الايمان بقوله: {اُنْظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلى أَنْفُسِهِمْ}[4] فيختم الله على أفواههم، ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود، فتشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم: لم شهدتم علينا؟ قالوا: {أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيء}[5].

ثم يجتمعون في موطن آخر فيفر بعضهم من بعض لهول ما يشاهدونه من صعوبة الأمر، وعظم البلاء فذلك قوله عزوجل: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيْهِ * وَاُمِّهِ وَأَبِيْهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيْهِ...}[6] الآية.


[1] ابراهيم: 22.

[2] الممتحنة: 4.

[3] الأنعام: 23.

[4] الأنعام: 24.

[5] فصّلت: 21.

[6] عبس: 34 ـ 36.

نام کتاب : مسند الإمام علي (ع) نویسنده : القبانجي، حسن    جلد : 8  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست