8644/3 ـ عن الحسن بن علي (عليه السلام) قال: دخلت على أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو يجود بنفسه لمّا ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك، فقال لي: أتجزع؟ فقلت: كيف لا أجزع وأنا أراك على حالك هذه، فقال صلوات الله عليه: ألا اُعلّمك خصالا أربع إن أنت حفظتهنّ نلت بهنّ النجاة، وإن أنت ضيّعتهنّ فاتك الداران: يا بني لا غنًى أكبر من العقل، ولا فقر مثل الجهل، ولا وحشة أشدّ من العجب، ولا عيش ألذّ من حسن الخلق[2].
8645/4 ـ عن صعصعة بن صوحان، أنّه دخل على أمير المؤمنين صلوات الله عليه لمّا ضرب، فقال: يا أمير المؤمنين أنت أفضل أم آدم أبو البشر؟ قال علي (عليه السلام): تزكية المرء نفسه قبيح، لكن قال الله تعالى لآدم: {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتَُما وَلاَ تَقْرَبَا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}[3] وأنا أكثر الأشياء أباحها لي وتركتها وما قاربتها.
ثمّ قال: أنت أفضل يا أمير المؤمنين أم نوح؟ قال علي (عليه السلام): إنّ نوحاً دعا على قومه، وأنا ما دعوت على ظالمي حقي، وابن نوح كان كافراً وإبناي سيّدا شباب أهل الجنّة.
قال: أنت أفضل أم موسى؟ قال (عليه السلام): إنّ الله تعالى أرسل موسى إلى فرعون، فقال: إنّي أخاف أن يقتلوني، حتى قال الله تعالى: {لاَ تَخَفْ إنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}[4] وقال: {رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}[5] وأنا ما خفت