العظيم ، ولله درّ السيد حيدر الحلي عليه الرحمة إذ يقول :
مَا ذَنْبُ أَهْلِ البيتِ حتَّـ
ـى مِنْهُمُ أَخْلَوا رُبُوعَهْ
تركوهُمُ شتَّى مصائبُهُمْ
وأجمعُهَا فظيعَهْ
فَمُغَيَّبٌ كالبدرِ ترتقبُ الـ
وَرَى شَوْقاً طُلُوعَه
ومُكََابِدٌ للسمِّ قَدْ
سُقِيَتْ حُشَاشَتُهُ نَقِيعَه
وَمُضَرَّجٌ بالسيفِ آ
ثَرَ عِزَّهُ وأبى خُضُوعَه
وقد أخبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) هذه الأمّة بما يجري على أهل بيته(عليهم السلام) من القتل والتشريد والإضطهاد ، وما يقع عليهم من الظلم والعدوان . روي عن عبدالله بن مسعود قال : أتينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) فخرج إلينا مستبشراً ، يُعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شيء إلاَّ أخبرنا به ، ولا سكتنا إلاّ ابتدأنا ، حتى مرَّت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين(عليهما السلام) ، فلمَّا رآهم التزمهم وانهملت عيناه ، فقلنا : يا رسول الله! ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟
فقال(صلى الله عليه وآله) : إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً ، وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يُعطونه ، ثمَّ يسألونه فلا يُعطونه ، ثمَّ يسألونه فلا يُعطونه ، فيقاتلون فيُنصرون ، فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج ، فإنها رايات هدى ، يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي . . فيملك الأرض ، فيملأها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً[1] .
وروي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال : إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريداً ، وإن أشدَّ قومنا لنا بغضاً بنو أمية ، وبنو المغيرة ،
[1] المستدرك على الصحيحين ، الحاكم : 4/511 ، المعجم الكبير ، الطبراني : 10/85 .