في انتقام الله تعالى من قتلة الإمام الحسين(عليه السلام)
روي عن عطاء بن مسلم ، قال : قال السدّي : أتيت كربلاء أبيع البرَّ بها ، فعمل لنا شيخ من طيّء طعاماً ، فتعشَّينا عنده ، فذكرنا قتل الحسين(عليه السلام) ، قلت : ما شرك في قتله أحد إلاَّ مات بأسوأ ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق! فأنا ممن شرك في ذلك ، فلم نبرح حتى دنا من المصباح ليصلحه وهو يتّقد ، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه ، فأخذت النار فيها ، فأخذ يُطفئُها بريقه ، فأخذت النار لحيته ، فعدا فألقى نفسه في الماء ، فرأيته كأنه فحمة[1] .
وروى المدائني عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة ، قال : رأيت رجلا من بني أبان ابن دارم أسود الوجه ، وكنت أعرفه جميلا شديد البياض ، فقلت له : ما كدت أعرفك ، قال : إني قتلت شاباً أمرد مع الحسين ، بين عينيه أثر السجود ، فما نمت ليلة منذ قتلته إلاَّ أتاني ، فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنَّم فيدفعني فيها ، فأصيح ، فما يبقى أحد في الحيّ إلاَّ سمع صياحي ، قال : والمقتول العباس بن علي(عليه السلام)[2] .
وقال موسى بن عامر : وبعث (أي المختار) معاذ بن هانىء بن عدي الكندي ابن أخي حجر ، وبعث أبا عمرة صاحب حرسه ، فساروا حتى أحاطوا بدار خولي بن يزيد الأصبحي ، وهو صاحب رأس الحسين(عليه السلام) الذي جاء به ، فاختبأ في مخرجه ، فأمر معاذ أبا عمرة أن يطلبه في الدار ، فخرجت امرأته إليهم ، فقالوا لها : أين زوجك؟ فقالت : لا أدري أين هو؟ وأشارت بيدها إلى المخرج ، فدخلوا
[1] تذكرة الحفاظ ، الذهبي : 3/909 ، ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) من كتاب بغية الطلب في تأريخ حلب ، ابن العديم : 180 ـ 181 ح 163 .
[2] مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الإصفهاني : 78 ـ 79 .