responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب سليم بن قيس الهلالي نویسنده : سليم بن قيس الهلالي    جلد : 1  صفحه : 417
قلت: أصلحك الله، فترحمك عليه وتفضيلك إياه؟

قال: إنما أصنع ذلك ليسمع بذلك أوليائه الطغاة العتاة الجبابرة الظلمة، الحجاج وابن زياد قبله وأبوه. أما علمت أنهم من اتهموه في بغض عثمان وحب علي عليه السلام وأهل بيته نفوه ومثلوا به وقتلوه؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ليس للمؤمن أن يذل نفسه). قلت: وما إذلاله لنفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يقوى عليه ولا يقوم به.

وقد سمعت عليا عليه السلام يروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم قتل عثمان وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن التقية من دين الله، ولا دين لمن لا تقية له. والله لولا التقية ما عبد الله في الأرض في دولة إبليس). فقال له رجل: وما دولة إبليس؟ قال عليه السلام: (إذا ولى الناس إمام ضلالة فهي دولة إبليس على آدم، وإذا وليهم إمام هدى فهي دولة آدم على إبليس).

ثم همس إلى عمار ومحمد بن أبي بكر همسة وأنا أسمع، فقال: (ما زلتم منذ قبض نبيكم في دولة إبليس بترككم إياي واتباعكم غيري).

كيف بايع الناس عليا عليه السلام بعد قتل عثمان

ثم هرب من الناس ثلاثة أيام، فطلبوه فأتوه في خص [1] لبني النجار فقالوا: إنا قد تشاورنا في هذا الأمر ثلاثة أيام فما وجدنا أحدا من الناس أحق بها منك، فننشدك الله في أمة محمد صلى الله عليه وآله أن تضيع وأن يلي أمرها غيرك. فبايعوه وكان أول من بايعه طلحة والزبير، ثم جاءا إلى البصرة يزعمان أنهما بايعا مكرهين، وكذبا.

ثم أتاه رجل من مهرة [2] - ومحمد بن أبي بكر بجنبه - فقال له علي عليه السلام - وأنا أسمع -:

يا أخا مهرة، أجئت لتبايع؟ قال: نعم. قال: تبايعني على أن رسول الله صلى الله عليه وآله قبض والأمر لي، فانتزى علينا ابن أبي قحافة ظلما وعدوانا. ثم انتزى علينا بعده عمر؟ قال: نعم. فبايعه على ذلك طائعا غير مكره.


(1). الخص: البيت من قصب أو شجر.

(2). (مهرة): بلاد مقفرة في جزيرة العرب تقع بين حضرموت وعمان.

نام کتاب : كتاب سليم بن قيس الهلالي نویسنده : سليم بن قيس الهلالي    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست