نام کتاب : عليّ المرتضى نقطة باء البسملة نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 117
وهو أوّل العدد وسرّ
الواحد الأحد ، وذلك لأنّ ذات اللّه غير معلومة للبشر ، فمعرفته بصفاته ، والنقطة
هي صفة اللّه ، والصفة تدلّ على الموصوف ، لأنّ بظهورها عرف اللّه ، وهي لألاء
النور الذي شعشع عن جلال الأحدية في سماء الحضرة المحمدية ، وإليه الإشارة بقوله :
«لولانا ما عرف اللّه ، ولولا اللّه ما عرفنا» ، فهو النور الذي أشرقت منه الأنوار
، والواحد الذي ظهرت عنه الأحاد ، والسرّ الذي نشأت عنه الأسرار ، والعقل الذي
فاضت منه العقول ، والنفس الذي صدرت عنه النفوس ، واللوح الحاوي لأسرار الغيوب ، والكرسي
الذي وسع السماوات والأرض ، والعرش العظيم المحيط لكلّ شيء عظمة وعلماً ، والعين
التي ظهر عنها كلّ عين ، والحقيقة التي يشهد لها بالبدء كلّ موجود ، كما شهدت هي
بالأحدية لواجب الوجود ، فتاه عرفان العارفين عن الوصول إلى محمد وعلي عليهماالسلام بحقيقة معرفتهم ، أو
بمعرفة حقيقتهم ، لكنّ ذلك الباب مستور بحجاب ، وما اُوتيتم من العلم إلاّ قليلا ،
وإليه الإشارة بقولهم عليهمالسلام
: «إنّ الذي خرج إلى الملائكة المقرّبين من معرفة آل محمد صلىاللهعليهوآله قليل من الكثير» ، فكيف
إلى عالم البشرية. ومن هذا المقام عنوا بقولهم في أخبار متواترة متقدّمة : «إنّ
أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ نبيّ مرسل أو مَلَك مقرّب أو مؤمن امتحن اللّه
قلبه للإيمان» ، فمن اتّصل بشعاع نورهم فقد عرف نفسه ، لأنّه قد عرف عين الوجود
وحقيقة الموجود وفردانية ربّ المعبود ، فمعرفة النفس هي حقيقة الوجود المقيّد ، وهي
النقطة الواحدة ، التي ظاهرها النبوّة وباطنها الولاية ، فمن عرف النبوّة والولاية
بحقيقة معرفتهما ، فقد عرف ربّه ، فمن عرف محمداً وعلياً عليهماالسلام فقد عرف ربّه ...» [١].