responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام نویسنده : الحسّون، فارس    جلد : 1  صفحه : 7
لكن هذا الآخر هل يتعامل مع الإسلام بمثل ما تعامل الإسلام معه؟ أم أنه يريد من الإسلام والمسلمين أن يبقوا دائماً في عداد العالم الثالث في أفكارهم وثقافتهم واقتصادهم وحتّى صناعتهم.

إن الحوار يعتبر من أهمّ العوامل المؤدية إلى توسيع آفاق الرؤية واثراء الرصيد المعرفي بالمعلومات الجديدة وتخطّي الحواجز الموجودة بين الذين يختلفون معاً في الرأي، لأنّ فيه يكتسب كل من طرفي الحوار ـ عن طريق تبادل الرأي وتلاقح الفكر ـ الرؤية الواضحة عن فكر الآخر، فيؤدي ذلك إلى التفاهم والتقارب الفكري بين الطرفين وشعور كل منهما بأن الآخر يساعده للوصول إلى الصورة الكاملة عن الحقيقة.

والسبب في ذلك هو أن كل إنسان يشاهد الواقع من زاوية معينة، فلهذا قد يرى الإنسان حين رؤيته إلى الحقائق مالا يراه الآخر، وفي الحوار تتوجّه الجهود ويتم التعاون بين الطرفين ليرى كل منهما صاحبه الواقع من زاوية أخرى، ويقوم كل منها ـ على قدر وسعه ـ بتصحيح أفكار المقابل وتعديل صورته الذهنية عن الحقيقة وإزالة ما قد التبس عنده من مفاهيم، وبهذا تكتمل صورة الحقيقة عند الطرفين ويشعر كل منهما أنه قريب من الآخر نتيجة التعاون الذي أجروه معاً لاكتساب الشمولية في الرؤية.

سبل صيانة الحوار من الفشل

إن الاختلاف من شأنه أن يوفر الأجواء لتكوين العداوات وتأجيج نيران الحقد والضغينة في القلوب، فلهذا ينبغي في الحوار ـ لكونه سبباً لاجتماع المختلفين في الآراء ـ أن يراعي كل من الطرفين الضوابط التالية، لئلاّ يتحوّل الحوار إلى ساحة سجال وعراك ومشاجرات كلامية:

1 ـ تحديد مساحة مشتركة في الحوار من أجل الوصول إلى لغة مشتركة يمكن من خلالها التفاهم حين تبادل وجهات النظر، والمبادرة إلى اقناع الطرف المقابل على ضوء مبناه وبما ألزم به نفسه.

2 ـ ضبط الغضب والسيطرة على كل انفعال من شأنه أن يسلب قدرة الإنسان على التفكير بوضوح ويدفعه إلى الخروج عن حالة التوازن والاعتدال في الكلام والتصرفات.

نام کتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام نویسنده : الحسّون، فارس    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست