responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة الصحابة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 247
وبقوله تعالى: ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلّفين )[1]، لكي يلحق الله تعالى نبيّه بإخوانه من الأنبياء، حيث قالوا: ( وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلاّ على ربّ العالمين )[2]، ثمّ حكى تقبيح هذا القول عن الثعلبي[3].

أقول:

إنّ قوله تعالى: ( ما سألتكم من أجر فهو لكم ) يعزز آية المودّة ولا يصادم مفادها، بل هو شارح للأجر في آية المودّة وأنّ منفعته ونفعه عائد للمكلّفين والمسلمين أنفسهم لا إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فليس سُنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) التي أمره الله تعالى بها في آية المودّة مخالفة لسنن الأنبياء من قبل من عدم طلب الأجر على أدائهم وتبليغهم للدّين والنبوّة.

إذْ المودّة في القربى التي سألها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم ليس أجراً عائداً نفعه له بل نفعه ينتفع به هم أنفسهم، وهذا ممّا ينادي أنّ مودّة القربى هي منشأ هداية لهذه الأُمّة، وهذا ما يوضحه أيضاً قوله تعالى: ( قل ما أسألكم عليه من أجراً إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا )[4]، أي: أنّ الأجر الذي سأله النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو المودّة في القربى هو اتخاذ السبيل إلى الربّ تعالى، فنفع المودّة عائد للأُمّة نفسها لا للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذْ المودّة تتخذ سبيلاً للهداية إلى الله تعالى، فمودّة علي وفاطمة وابناهما هداية، وهم السبيل إليه تعالى.


[1] سورة ص 38: 86.

[2] سورة الشعراء 26: 109.

[3] تفسير القرطبي 16 / 22.

[4] سورة الفرقان 25: 57.

نام کتاب : عدالة الصحابة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست