ولمّا بلغ قتلهما أمير المؤمنين (عليه السلام) دعا على بسر فقال: " اللّهم اسلبه دينه وعقله "[1]، فخرف بسر حتّى كان يلعب بخرئه ويقول لمن حضر: انظروا كيف يطعمني هذان الغلامان ابنا عبيد اللّه هذا الخرء، فشدّوا يديه إلى ورائه ليُمنع من ذلك، فانجا يوماً في مكانه وأهوى بفمه ليتناول منه، فمنع منه، فقال: أنتم تمنعوني وعبد الرحمن وقثم يطعماني؟! وبقي على هذا حتّى مات في سنة 86 هجرية أيام الوليد بن عبد الملك[2].
خلف على لبابة بعد أبي الفضل (عليه السلام) زيد بن الحسن بن أمير المؤمنين، فأولدها نفيسة، تزوّجها الوليد بن عبد الملك بن مروان[3].
فولدت له ولداً، فكان زيد بن الحسن يفد إلى الوليد ويجلس معه على السرير ويكرمه، لمكان ابنته عنده، ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة[4].
وخلف عليها بعد زيد بن الحسن الوليد بن عبتة بن أبي سفيان فولدت له القاسم[5].
[1]شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 18، أنساب الأشرف: 460، الكامل في التاريخ 3: 385.