أمّا الوان الألوية والرايات فلا يُعرف عنها شيء في الجاهلية سوى راية العقاب فإنّها سوداء، وكذلك راية النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويقال: إنّ رايات العرب كانت بيضاء[1].
أمّا رايات النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مغازيه فمختلفة، ففي بدر كانت راية حمزة حمراء وراية أمير المؤمنين صفراء، ويوم أُحد وخيبر اللواء والراية أبيضان[2]، وفي عين الوردة الراية بلقاء[3].
وكانت أعلام بني أُميّة حمر، وكُلّ من دعا إلى الدولة العلوية فعلمه أبيض، ومن دعا إلى الدولة العباسية فعلمه أسود، ويقرب في الظنّ أنّ شعار العلويين الخضرة حتّى في راياتهم، فإنّ المأمون لمّا عقد ولاية العهد للإمام الرضا (عليه السلام) ألزم الناس بالخضرة وترك شعار العباسيين.
نعم، لمّا عقد المتوكّل لبنيه البيعة عقد لكُلِّ واحد منهم لوائين، أحدهما أسود وهو لواء العهد، والآخر أبيض وهو لواء العمل[4].
وكيف كان، فالراية: عقد نظام العسكر وآية زحفهم، فلا يخالون انجفالاً ما دامت تسري أمامهم، فهي بتقدّمها شارة الظفر وعلامة الفوز، فلن تجد جحفلاً منثالاً وفيلقاً ملتاثاً إلاّ إذا انكفأت الراية أو أُصيب حاملها، فخرّت، ولذلك لا تُعطى إلاّ للأكفّاء الحُماة الغيارى على المبدأ، ممّن لا يجبّنه الخور أو يفشله الضعف أو يخذله الطمع.