responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 19
ولمّا نزل في بدر بأقرب ماء هناك قال له الحبّاب بن المنذر: أرأيت يا رسول اللّه هذا المنزل، منزلاً أنزلك اللّه به أم هو الرأي والمكيدة والحرب؟

فقال: " هو الرأي والحرب ".

فأشار عليه بأن ينهض ويأتي أدنى منزل من القوم فينزل على الماء، ثُمّ يعمل حوضاً يملأه ماءً يشرب منه المسلمّون ولا يشرب منه أعداؤهم، فأخذ برأيه وارتحل حتّى أتى الماء ونزل عليه[1].

ولمّا قصده الأحزاب أراد أن يصالح عيينة بن حصين والحارث بن عوف على ثلث أثمار المدينة، ليرجعا بمن معهما من غطفان، فشاور في ذلك سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وسعد بن فزارة، فأشاروا عليه ألا يعطيهم شيئاً، فعمل بمشورتهم، وكان الفتح له[2]، كُلّ ذلك إيذاناً وتنبيهاً بما هو اللازم من التريّث والأخذ بحقائق الأُمور.

وسار الأئمة من آله على هذا النهج، فكان الإمام الرضا (عليه السلام)يذكر أباه موسى بن جعفر ويقول: " كان عقله لا يوازن به العقول، وربما شاور بعض عبيده فيشير عليه من الضيعة والبستان فيعمل به، فقيل له: أتشاور مثل هذا؟ فقال (عليه السلام): ربما فتح على لسانه "[3].

ولمّا كتب إليه علي بن يقطين بما عزم عليه موسى الهادي من الفتك به وأنّه سمعه يقول: قتلني اللّه إن لم أقتل موسى بن جعفر،


[1]أُسد الغابة 1: 365، تاريخ الطبري 2: 144، تاريخ الإسلام للذهبي 2: 53، الثقات لابن حبّان 1: 162، إمتاع الاسماع للمقريزي 9: 243.

[2]تاريخ الإسلام 3: 348، امتاع الإسماع للمقريزي 1: 239.

[3]المحاسن للبرقي 2: 602 بلفظ: " وربما شاور الأسود من سودانه ".

نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست