responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 172
وإذا كانت النسوة لم يشعرن بألم قطع المدية أيديهنّ، لمحض جمال الصديق، فليس من الغريب ألا يجد أصحاب الحسين (عليه السلام) ـ وهم زبد العالم كُلِّه ـ ألم مسِّ الحديد عند نهاية عشقهم لمظاهر الجمال الإلهي، ونزوع أنفسهم إلى الغاية القصوى من القداسة بعد التكهرب بولاء سيّد الشهداء (عليه السلام).

هذا ما عليه الأصحاب من سرّ المفادات، وقد كان مُرشدهم إلى ذلك، والمقدّم فيهم (حامل اللواء)، إذا لم يكن هياباً بما شاهده من لغط، وصخب، وضوضاء، وصهيل، وجحفل مجر، يتبعه جيش لجب، وقد أخذ ابن ميسون عليهم أقطار الأرض وآفاق السماء.


بِجَحافِل بالطّفِ أُولهَاوأخيرُهَا بالشّامِ مُتصلِّ

فلا يرى إلاّ وجوهاً عابسة، كُلّ يتحرّى استئصال شأفة الإمامة، وإزهاق من يجنح إليها، و" قمر الهاشميين " أسرة وجهه، تشرق كالبدر المنير ; لأنّه (عليه السلام) يجد ببصيرته الهادية له إلى المفادات قرب الأجل المضروب، وحصول الضالة المنشودة، وهذا كُلّه بعد العلم بأنّه إذا فارق أخاه في ذلك الموقف يكون في سعة من الخطر.

وأنا لكبر موقفه وثباته حينما قال لهم أبو عبد اللّه (عليه السلام): " هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، فأنتم في إذن منّي، فإنّ القوم لم يطلبوا غيري، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري، وليأخذ كُلِّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، وتفرّقوا في سوادكم هذا "[1].


[1]تاريخ الطبري 4: 317، الكامل في التاريخ 4: 57، البداية والنهاية لابن كثير 8: 191.

نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست