responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 117
تحفّه سيوف الظلم أن يتكلّم بالحقيقة، مهما بلغ من المنعة في عشيرته إلاّ العقيلة، فإنّها التي تعلن بموبقات ابن مرجانة وابن معاوية، وإنّ ما جرى على ابن عفيف الأزدي شاهد له.

كما أنّه (عليه السلام) كان على يقين وثقة بإخبار جدّه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ القوم ـ وإن بلغوا الخسّة والغواية وتناهوا في الخروج عن سبيل الحميّة ـ لا يمدّون إلى النساء يد السوء، وقد أنبأ سلام اللّه عليه عن هذا بقوله لهنّ ساعة الوداع:

" البسوا أزركم، واستعدوا للبلاء، واعلموا أنّ اللّه حاميكم وحافظكم، وسينجيكم من شرّ الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذّب أعاديكم بأنواع العذاب، ويعوّضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة، فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم "[1].

فكان في مجيء الحسين (عليه السلام) بالعقيلة فوائد أهمها: تنزيه دين النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عمّا ألصقوه بساحته من الأباطيل، ولا قبح فيه عقلاً، كما لا يستهجنه العرف ويساعد عليه الشرع.

والمرأة وإن وضع اللّه عنها الجهاد ومكافحة الأعداء، وأمرها سبحانه أن تقرّ في بيتها، فذلك فيما إذا قام بتلك المكافحة ودافع عن قدس الشريعة غيرها من الرجال، وأمّا إذا توقّف إقامة الحقّ ونصرة الدين عليها فقط، كان الواجب النهوض بعبء ذلك كُلّه ; كي لا تندرس آثار الحقّ، وتذهب تضحية أُولئك الصفوة دونه أدراج التمويهات، ولذلك نهضت سيّدة نساء العالمين للدفاع عن خلافة اللّه الكبرى حين أُخذ العهد على سيّد الأوصياء بالسكوت.


[1]الدمعة الساكبة 4: 346.

نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست