responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 116
مريض يعاني ألم القيود، ونساء ولهى، وصبية تئن، فأفرغت عن لسان أبيها بكلام أنفذ من السهم وأحدّ من شبا السيوف، وألقمت ابن مرجانة حجراً إذ قالت له: " هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل.. وسيجمع اللّه بينك وبينهم فتُحاج وتُخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ، هبلتك أُمك يابن مرجانة "[1].

وأوضحت للملأ المتغافل خبثه ولؤمه، وأنّه لن يرحض عنه عارها وشنارها، كما أنّها أدهشت العقول وحيّرت الفكر في خطبتها بالناس، والناس يومئذ حيارى يبكون لا يدرون ما يصنعون، وأنى يرحض عنهم العار بقتلهم سليل النبوّة، ومعدن الرسالة، وسيّد شباب أهل الجنّة، وقد خاب السعي، وتبّت الأيدي، وخسرت الصفقة، وباؤوا بغضب من اللّه وخزي في الآخرة، ولعذاب اللّه أكبر لو كانوا يعلمون.

كما أنّها أظهرت أمام ابن ميسون أسرار نهضة أخيها الحسين، وعرّفت الأُمة طغيان يزيد، وضلال أبيه، وفظاعة أعمالهم، وعظيم ما اقترفوه، وفيما قالت له: " أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض، وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تُساق الأُسارى، أنّ بنا على اللّه هواناً وبك عليه كرامة "[2] إلى آخر كلامها.

ولهذه الفصاحة الدقيقة جاء بها شهيد العزّ والإباء إلى العراق، لعلمه أنّ الغاية التي يُضحّي بنفسه لأجلها ستذهب أدراج السلطة الغاشمة، وتبقى الحقيقة مستورة على السذج لو لم يتعقّبها لسان ذرب، وأنّ كُلّ أحد لا يستطيع في ذلك الموقف الحرج الذي


[1]مثير الأحزان لابن نمّا الحلّي: 71.

[2]بحار الأنوار 45: 133، مقتل الحسين للخوارزمي 2: 47.

نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست