ـ لا!! ونَهاهم أنَّ يجتمعوا فيه، فلما أمسَوا جَعلوا يقولُون:
ـ ابكُوا شهرَ رمضانَ! واشهرَ رمضانَاه!!
فأتى الحارثُ الأعور في أنَّاسٍ، فقالَ:
ـ يا أميرَ المؤمنينَ! ضجَّ الناسُ وكرهوا قولَكَ، فقالَ أميرُ المؤمنينَ عند ذلك:
ـ دعوهم وما يريدون، ليصلِّ بهم مَن شاؤوا، ثمَّ قالَ:
ـ ومَن يتبع غيرَ سبيلِ المؤمنينَ نولِّهِ ما تَولّى ونُصلِهِ جَهنَّمَ وساءَت مَصيراً)[1] .
ولنقرأ معاناةَ أميرِ المؤمنينَ (عَليهِ السَّلامُ)، ومشاعرَه التي تجيشُ بالألم واللوعة، من خلال ما وردَ عنه بهذا الشأنَّ:
(قد عَملت الولاةُ قَبلي أعمالا خالفوا فيها رسولَ اللّهِ صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ متعمدينَ لخلافِهِ، ولو حَملتُ الناسَ على تركها لتفرَّقوا عنّي … واللّهِ لقد أمرتُ الناسَ أنَّ لا يجتمعوا في شهرِ رمضانَ إلا في فريضةٍ، وأعلمتُهم أنَّ اجتماعَهم في النوافل بدعةٌ، فتنادى بعضُ أهلِ عسكري ممن يقاتلُ معي: يا أهلَ الإسلام، غُيِّرت سُنَّةُ عمر! ينهانا عن الصلاةِ في شهر رمضانَ تطوعاً، ولقد