نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح جلد : 1 صفحه : 610
الخطاب، لكن الأعجب من ذلك هو إدعاء ابن تيمية أن أحداً لم يرو هذا الحديث لا بإسناد صحيح ولا حتى ضعيف! فإن تلميذه إبن كثير الدمشقي هو أول من يناقضه في ذلك، وإن كان يعزف على وتر مشابه لوتره.
إذ يقول: وقد ورد عن أبي سعيد واُم سلمة: إن الحق مع علي(رضي الله عنه)، وفي كل منهما نظر والله أعلم[1].
فابن كثير يثبت بأن للحديث إسنادين معروفين عن صحابيين، إلاّ أنه يبدي عدم إطمئنانه له، رغم عدم توضيحه لموقع نظره منه، ولا أدري إن كان ابن كثير قد استوفى طرق الحديث ام أنه تغافل عنه، لأن الروايات الصحيحة- التي ليس فيها نظر- قد وردت عن:
1 - أبي ثابت مولى أبي ذر، قال: كنت مع علي(رضي الله عنه) يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أمير المؤمنين، فلما فرغ ذهبت الى المدينة، فأتيت اُم سلمة فقلت: إني والله ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً، ولكني مولى لأبي ذر. فقالت: مرحباً. فقصصت عليها قصتي فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت: الى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس.
قالت: أحسنت، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"[2].
2 - عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، عن علي(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "رحم الله علياً، اللهم أدر الحق معه حيث دار"[3].