responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 351
فكل ما تعده من الموت والأمراض والأوجاع والفقر والبلايا والمحن وفقدان الأحبة إنما هو قطع للنعمة المحدودة بحسب الحكمة. لا شر ولا إيذاء ولا اضطهاد للاستحقاق ولا استلاب للشئ المستحق. لكن الانسان الأثيم أليف الطمع والحرص والشره وكفران النعمة بجهله ولؤمه وكبريائه يعد قطع النعمة شرا.

يكفر بالنعم السابقة ويسخط على المنعم ويتجرأ عليه إذا قطعها لحكمة. وإن الكثير من نوع الانسان لا تراه يعترف بما ذكرناه من الحقيقة الواضحة إلا إذا أنعم على إنسان تفضلا وابتداء من دون استحقاق ثم قطع نعمته فصار ذلك الانسان يشكوه وينسب له الاساءة والإيذاء بقطع النعمة ويعد ذلك عليه شرا مذموما. فترى المنعم حينئذ تتجلى له حقيقة ما قلناه ويوبخ هذا الشاكي على لؤم الحرص وكفران النعمة ونقص الجهل ورذالة الطمع وخسة الأخلاق.

الآلام والأوجاع

إن تنعم النفس بالنعم الجسمانية ومنها وجود الجسم وصحته إنما هو بخلق الرابطة الأكيدة والعلقة الوثقى بين النفس وجسدها وبجعل تلك الرابطة طبيعية على ناموس مستقر لكي يتم للنفس نعيمها وتنعمها بآلية الجسد بتلك النعم التي لا تحصى ولكي تكون مسخرة في حفظ الجسد من الفساد وواسطة في تدبير صحته.

ومن أجل هذه الرابطة وهذه العلاقة تتألم عند فقد الانسان صحته وعند اختلال مزاجه حينما يريد المنعم بتقديره وحكمته قطع بعض النعم عنه موقتا أو دائما.

نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست