responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 350
وانظر إلى المال ولوازم التعيش وإلى الأولاد والسيادة والشرف كيف يجدها الانسان بطبعه وفطرته نعما عظيمة محبوبة بجميع مراتبها - بل إن الذي يشمخ ويتعالى بثروته إذا زال عنه ذلك فإنك تراه يتقحم أرذل الوسائل وأخسها لتحصيل ما يسد الرمق ويحفظ صحته وحياته ويجد حصول ذلك غنيمة محبوبة ونعمة كبيرة يتمتع بها ويتلذذ.

وكذا من عجز عن تحصيل المراتب العالية من الملاذ ومطامح الشهوات.. وانظر إلى من قنعت نفسه الكريمة ورضيت بما عنده كيف يتلذذ ويتمتع بما يجده ويعده نعمة ثمينة محبوبة في حياة رغيدة، لكن يا للأسف إن الانسان الأثيم إذا فقد مرتبة عالية من النعم التي علق بها طمعه وحرصه فإنه يعد فقدانها شرا صنع معه.

وإن النعمة المفقودة كانت حقا لفضيلته الموهومة وملكا لدوام استحقاقه. فأوضح لي وفسر لي ماذا يريد أبيقورس في كلامه من لفظ الشر؟.

رمزي: يريد ويعني ما ملأ العالم من دواهي الموت والأمراض والأوجاع والفقر والبلايا والمحن وفقدان الأحبة والانحطاط بعد الرفعة والذلة بعد العزة.

هذه الشرور التي لم تدع في العيش صفا ولا هناء.

عمانوئيل: هذا ما نبهتك عليه إذ قلت لك إن كافر النعمة يعد بجهله قطعها شرا كبيرا صنع معه. ولقد سبق التنبيه على هذا في كتاب أنوار الهدى صحيفة 61 - 73. كل إنسان في العالم لا استحقاق له في شئ من الوجود والحياة والصحة والثروة والعز والأولاد والأحبة وجميع ما يرغب فيه. ولا يدخل شئ منها تحت قدرته ولا مساس لتأثيره بها. بل إنها كلها نعم ابتدائية تفضل بها عليه واهبها من دون استحقاق للانسان لأقل قليل منها.

نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست