responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 557

استدلّ ولا أحتجّ بما يقوله الشيعة، فسأترك هذه القضيّة لمن يهمّه الأمر ليبحث فيها.

على أنّني لا يفوتني أن أسجّل هنا أن صاحب الرسالة (صلى الله عليه وآله) وقعت له في حياته قصّة ثعلبة الذي طلب منه أن يدعو له بالغنى، وألحّ في ذلك وعاهد الله أنه يتصدّق، ودعا له رسول الله وأغناه الله من فضله، وضاقت عليه المدينة وأرجاؤها من كثرة إبله وغنمه حتى ابتعد ولم يعد يحضر صلاة الجمعة.

ولمّا أرسل إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) العاملين على الزكاة رفض أن يعطيهم شيئاً منها قائلا : « إنّما هذه جزية أو أخت الجزية »، ولم يقاتله رسول الله ولا أمر بقتاله وأنزل فيه قوله : ﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ [1] .

وجاء ثعلبة بعد نزول الآية وهو يبكي، وطلب من رسول الله قبول زكاته، وامتنع الرسول حسب ما تقول الرواية.

فإذا كان أبو بكر وعمر يتّبعان سنّة الرسول، فلماذا هذه المخالفة وإباحة دماء المسلمين الأبرياء لمجرّد منع الزكاة؟!

على أنّ المعتذرين لأبي بكر والذين يريدون تصحيح خطئه بتأويله بأنّ الزكاة هي حق المال لا يبقى لهم ولا له عذر بعد قصّة ثعلبة الذي أنكر الزكاة


[1] التوبة: ٧٥ ـ ٧٦، راجع في قصّة ثعلبة بن حاطب فتح الباري ٣:٢١١، عمدة القارىء ٨:٢٥٥، تخريج الأحاديث والآثار ٢:٨٥، تفسير جامع البيان ١٠: ٢٤١، أسباب النزول للواحدي: ١٧١، زاد المسير لابن القيّم ٣: ٣٢١، تفسير القرطبي ٨: ٢٠٩، تفسير ابن كثير ٢: ٣٨٨، تفسير الجلالين: ٤٦١، تفسير الثعالبي ٣: ١٩٩، تفسير ابن أبي حاتم ٦:١٨٤٨، تفسير السمعاني ٢:٣٣١، أحكام القرآن ٢:٥٤٧، تفسير البيضاوي ٣:١٥٩، تفسير الثعلبي ٥:٧٢، أُسد الغابة ١: ٢٣٨، لباب النقول للسيوطي: ١٠٨.

نام کتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 557
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست