نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 89
ومرادنا من هذا البيان أن لا يختلط
علىٰ هذا الكاتب أو غيره أنّ الإمام عليهالسلام
أراد بهذه الأقوال مدح جميع الصحابة ، مؤمنهم ومنافقهم ، فهذا ممّا لا يعقل
صدوره عن مؤمن فضلاً عن أمير المؤمنين ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ.
وهذا الأمر الّذي ذكره الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام
هنا عن صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يشمل أصحابه أيضاً ، أي أنّ فيهم المؤمن وفيهم مَن هو دون ذلك ، بدليل
خطابه هنا لجماعة من أصحابه ممّن ابتُلي بتخاذلهم وتقاعسهم عن الجهاد وهو
في مقام مدحه لصحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المخلصين وقوله لهم : « فما أرىٰ أحداً يشبههم منكم ... ».
قال عليهالسلام
في مقام آخر خاطب به الصالحين من أصحابه : « أنتم الأنصارُ علىٰ الحقّ ، والإخوانُ في الدين ، والجُنَنُ يومَ البأس [١] ، والبطانةُ دون الناس [٢]
، بكم أضربُ المُدبِرَ ، وأرجو طاعةَ المُقبل » [٣].
فالإمام أمير المؤمنين عليهالسلام لم
يبخس الناس
أشياءهم ، وكان يعطي لكلّ ذي حقّ حقّه ، فالمؤمن عنده حقّه المدح والتقدير ،
والمتخاذل عنده حقّه التعنيف والتحذير ، كما هو شأن القرآن الكريم في مدحه
للمؤمنين وذمّه للمنافقين ; قال تعالىٰ : (لِّلَّذِينَ
أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ*وَالَّذِينَ
كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ
مَّا لَهُم مِّنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ
مُظْلِمًا أُولَٰئِكَ
[١] الجُنن ـ جمع
جُنّة ـ : الوقاية. والبأس : الشدّة.