كما أنّ الآية السابقة الّتي استدلّ بها
الدليمي ـ وهي الآية ١٠ من سورة الحديد ـ تخرج عنها صنفين من الصحابة :
١ ـ مَن لم ينفق ويقاتل في سبيل الله
وكان من القاعدين ، وقد دلّ القرآن الكريم عليهم في مواضـع عديدة منه [٢].
٢ ـ مَن أنفق وقاتل ولكن في سبيل مصالح
دنيوية وأطماع شخصية ، كـ : « قزمان بن الحرث » ، الّذي قاتل مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في أُحد قتال الأبطال ، فقال أصحاب النبيّ : ما أجزأ عنّا أحد كما أجزأ عنّا فلان. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
: أما إنّه من أهل النار. ولمّا أصابته الجراح فسقط قيل له : هنيئاً لك
الجنّة يا أبا الغيداق. قال : جنّة من حرمل ! والله ما قاتلنا إلاّ علىٰ
الأحساب [٣].
وغير قزمان من الصحابة من الّذين كانوا
يقاتلون مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولكن من أجل غايات دنيوية ومطامع فردية ، حتّىٰ سُمّي بعضهم بـ : « قتيل
الحمار » ; لأنّه كان يبغي من مقاتلته لأحد المشركين أن ينتصر عليه ويأخذ
الحمار الّذي كان يركبه ، ولكن المشرك كان أسرع منه فقتله ، ثمّ كشف النبيّ
صلىاللهعليهوآلهوسلم
بعدها عن نيّة هذا الصحابي المقتول.
وهناك مَن سمّاه المسلمون بـ : « مهاجر
أُمّ جميل » ...