إنّ حديث العشرة المبشَّـرة بالجنّة ، الّذي
يشير إليه الكاتب هنا ، لم يظهر إلاّ في زمن معاوية علىٰ لسان راويه سعيد بن زيد ـ وهو أحد العشرة المبشَّـرة حسب روايـته [١]
ـ ..
وهذه الرواية لا يوجد في طرقها إسناد
يصحّ الاحتجاج به ؛ لمحل الخدش في الرواة ، وهي تفوح منها رائحة السياسـة
الأموية الّتي سيأتي الكلام عنها ، وكيف أنّ زمان بني أُميّة امتاز عن غيره
من الأزمنة بوضع الأحاديث في الصحابة ؛ كيداً لأهل البيت عليهمالسلام
، كما أنّ نصّ الرواية لا يمكن التعويل عليه ; لمحاولته الجـمع بين الأضـداد [٢].
أمّا الرواية الأُخرىٰ للحديث ، الّتي
يرويها عبد الرحمٰن بن حميد الزهري ، عن أبيه حميد ، عن عبد الرحمٰن بن عوف تارة ، وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أُخرىٰ [٣]
، فهي لا تصـحّ أيضاً ؛ لأنّ هذا الإسناد باطل لا يتمّ ، نظراً لوفاة حميد بن عبد الرحمٰن ـ وهو ليس صحابياً وإنّما كان
[١] انظر : سُنن أبي
داود ٢ / ٤٠١ ، سُنن الترمذي ٥ / ٣١١ و ٣١٥ ، مسند أحمد ١ / ١٨٧ و ١٨٨.
[٢] راجع : موسوعة
الغدير ١٠ / ١١٨ ـ ١٢٨ ; لتقف علىٰ التحقيق في الرواية ، ومجلّة « تراثنا »
، العـدد المزدوج ( ٤١ ـ ٤٢ ) لسنة ١٤١١ هـ ، الصادرة عن مؤسّسة
آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث في قم.
[٣] انظر : سُـنن
الترمذي ٥ / ٣١١ ، مسند أحمد ١ / ١٩٣ ، أُسد الغابة ٢ / ٣٠٧.
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 66