responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد    جلد : 1  صفحه : 302

ولو لم يكن قادراً علىٰ المعاصي بل كان مجبوراً علىٰ الطاعات ، لكان ذلك منافياً للتكليف وعدم الإكراه في الدين ، والنبيّ أوّل مَن كُلّف ؛ فقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) [١] ، ( وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) [٢] ، وقال تعالىٰ : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حتّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) [٣].

ولأنّه لو لم يكن قادراً علىٰ المعصية ، لكان أدنىٰ مرتبة من صلحاء المؤمنين القادرين علىٰ المعاصي التاركين لها [٤].

فحال المعصوم مع الذنب كحال مَن يرىٰ حيواناً ميتاً ـ مثلاً ـ في الطرق فتأبى نفسه أن تقترب أو تأكل منه ; لاستبشاعها ذلك ونفورها عنه ، مع أنّه لو أراد الأكل وأجبر نفسه عليه لأكل منه ; لقدرته عليه [٥].

قياس منطقي لآيات القرآن الكريم ينتج عصمة أهل البيت عليهم‌السلام :

قال الفخر الرازي في التفسير الكبير عند قوله تعالىٰ : ( أَطِيعُواْ اللهَ وأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الاَْمْرِ مِنكُمْ ) [٦] : إنّه يجب القول بعصمة ولاة الأمر ; وذلك لمحلّ الجزم بطاعتهم ، كما هو مفاد الآية الكريمة ..

فإن قلنا بـ : عصمة أهل البيت عليهم‌السلام ، وجبت طاعتهم مطلقاً دون غيرهم ، وإن قلنا بـ : عدم عصمتهم ، لزم التكليف بالمحال ; إذ أوجب الله


[١] سورة الزخرف : الآية ٨١.

[٢] سورة الأنعام : الآية ١٦٣.

[٣] سورة الحجر : الآية ٩٩.

[٤] انظر : حقّ اليقين في معرفة أُصول الدين ١ / ١٩١.

[٥] جئنا بهذا المثال هنا لتقريب المعنىٰ فقط لا للمناقشة في حرمة أكل الميتة أو جوازه اضطراراً.

[٦] سورة النساء : الآية ٥٩.

نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست