فالرجس في هذه الآية عبارة عن : الذنوب
، كما في الكشّاف
للزمخشري وغيره ، وقد تصدّرت الآية بأداة الحصر : « إنّما » ، فأفادت أنّ
إرادة الله تعالىٰ في أمرهم مقصورة علىٰ اذهاب الذنوب عنهم وتطهيرهم منها ،
وهذا هو كنه العصمة وحقيقتها ، والّذي ذكرناه هنا عن الآية الكريمة ، ذكره
جماعة من علماء أهل السُنّة أيضاً.
فقد جاء في تفسير الطبري
« جامع البيان عن تأويل آي القرآن » عن هذه الآية ما يدلّ علىٰ أنّه فهم
منها عصمة أهلها ، وكذلك نقل عن جماعة من الأعلام أنّهم فهموا منها ذلك ..
قال الطبري : ( إِنَّمَا
يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ، يقول : إنّما يريد الله ليذهب عنكم السوء والفحشاء يا أهل بيت محمّد ، ويطهّركم من الدنس الّذي يكون في أهل معاصي الله تطهيراً.
ثمّ قال : وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال
أهل التأويل ...
حدّثنا بشر ، قال : ثنا زيد ، قال : ثنا
سعيد بن قتادة ، قوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا )
، فهم أهل بيت طهّرهم الله من السوء ، وخصّهم برحمة منه ...
وروىٰ أيضاً عن ابن زيد قوله : الرجس
ها هنا : الشيطان [٢].