نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 243
هاشم يصرخ في كلّ
يوم خمس مرّات : « أشهد أنّ محمّداً رسول الله » ، فأيّ عمل يبقىٰ مع هذا لا أُمّ لك ؟! ... والله « دفناً دفناً » [١].
وروى أحمد بن أبي طاهر في كتابه أخبار الملوك
: إنّ معاوية سمع المؤذّن يقول : « أشهد أنّ محمّداً رسول الله » فقال :
لله أبوك يا بن عبد الله ! لقد كنت عالي الهمّة ، ما رضيت لنفسك إلاّ أن
يقرن اسمك باسم ربّ العالمين [٢].
فهذه الأخبار شاهدة علىٰ أنّ
معاوية لم يؤمن بالنبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وكان ينظر إليه نظرة أهل الجاهلية في التزاحم علىٰ العناوين والمناصب ،
بل إنّ بني أُمية شنّوا حربهم الشعواء علىٰ الإسلام ، قاصدين إيّاه بشخص
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأهل بيته الأطهار عليهمالسلام
; لأنّهم رأوه السبب في هدم بيوتهم ، والتقليل من شأنهم.
ذكر المدائني : عن أبي زكريا العجلاني ،
عن أبي حازم العجلاني ، عن أبي هريرة ، قال : حجّ أبو بكر رضياللهعنه
ومعه أبو سفيان بن حرب ، فكلّم أبو بكر أبا سفيان فرفع صوته ، فقال أبو قحافة : خفّض صوتك يا أبا بكر عن ابن حرب !
فقال أبو بكر : يا أبا قحافة ! إنّ الله
بنىٰ بالإسلام بيوتاً كانت غير مبنية ، وهدم به بيوتاً كانت في الجاهلية مبنية ، وبيت أبي سفيان ممّا هدم [٣]. انتهىٰ.
[١] النصائح الكافية
: ١٢٤ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٥ / ١٢٩ ، مروج الذهب ٣ / ٤٥٤.