responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد    جلد : 1  صفحه : 242

الوفاء بالعهود ، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين [١] ؛ لِما استوبلوا من عواقب الغدر ، فلا تغدرنّ بذمّتك ، ولا تخيسنّ بعهدك ، فلا تختلف عدوّك ؛ فإنّه لا يجترئ علىٰ الله إلاّ جاهل شقي » [٢].

أمّا كون الإمام الحسن عليه‌السلام قد صالح معاوية ، مسلّماً بخلافته ، وكونه أميراً للمؤمنين ، كما يريد الدليمي أن يوحي للقارئ بذلك ، فهذا ممّا لا يقول به عاقل فضلاً عن فاضل ; فأمر معاوية في البغي والعدوان أشهر من نار علىٰ علم ، أليس هو ـ بنصّ أحاديث الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ قائد الفئة الباغية وأمير القاسطين وزعيم الدعاة إلىٰ النار ؟!

وهو الملعون علىٰ لسان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أكثر من موضع وموضع [٣] ؛ فكيف يكون الباغي والقاسط والملعون خليفة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علىٰ المسلمين ، وأميراً للمؤمنين ؟!

اللّهمّ إلاّ إذا اختلّت عقول الناس فباتت ترىٰ الحقّ باطلاً والباطل حقّاً ، والمنكر معروفاً والمعروف منكراً !! نسأل الله العافية.

وقد ثبت أيضاً أنّ معاوية كان يتطاول علىٰ مقام النبوّة ، بل يسعىٰ جاهداً وهو في سدّة الحكم علىٰ القضاء علىٰ الإسلام نكاية بالنبيّ الأكرم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ..

ففي حديث مطرف بن المغيرة : إنّ معاوية قال للمغيرة بعد أن ذكر ملك أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وأنّهم هلكوا فهلك ذكرهم : ... وإنّ أخا


[١] أي رغم كونهم دون المسلمين في الأخلاق والعقائد ، لكنّهم التزموا بوفاء العهود فيما بينهم ، فالمسلمون أوْلىٰ بالالتزام بذلك.

[٢] نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٣ / ١٠٦.

[٣] ستأتي تخريجاته في الصفحات اللاحقة.

نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست