نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 144
وعليه
، فلا يمكن أن يفتح الله للمسلمين باباً يؤدّي إلىٰ الفرقة مع إمكان النصّ
علىٰ الخليفة الّذي تجتمع عليه الأُمّة وتتّحد به الكلمة ، ولعلّه
لذلك قال الشيخ أبو عليّ ابن سينا : والاستخلاف بالنصّ أصوب ؛ فإنّ ذلك ـ
أي الشورىٰ ـ يؤدّي إلىٰ التشعّب والتشاغب والاختلاف [١].
٢
ـ إنّ منصب الخلافة الكبرىٰ والإمامة
العظمىٰ من أهمّ المناصب الدينية الّتي تترتّب عليها أعظم المصالح وأشدّ
المفاسد ، فلا يصحّ إيكالها إلىٰ الناس الّذين لا يعلمون بخفايا النفوس
وخبايا القلوب ؛ إذ لا يؤمن حينئذ من اختيار أهل الشقاق والنفاق خلفاء علىٰ
المسلمين وأئمّة للمؤمنين ، فيحرّفون الكتاب ، ويبدلّون السُنّة ،
ويحرّمون الحلال ويحلّلون الحرام ، ويتّخذون عباد الله خولاً ومال المسلمين
دولاً.
٣
ـ إنّ الشورىٰ مبنية علىٰ اختيار
الأكثر ، والله سبحانه لم يجعل ذلك علامة علىٰ الحقّ ، بل ذمّ الكثرة في آيات كثيرة من كتابه العزيز ; فقال جلّ
شأنه : (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ
مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)[٢] ..
وقال : (لَقَدْ
جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)[٣] ..
وقال : (وَمَا
أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)[٤] ..
وقال : (وَلَٰكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[٥].