نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 14
عند المناطقة أن
تكون الأدلّة التي يواجه بها الخصم لغرض الاحتجاج عليه من المصادر التي يثق
بها الخصم ويعتبرها ، لأنّ ذلك أقرب إلىٰ إلزامه وإفحامه ، وأبلغ في
الاحتجاج عليه لغرض إرغامه علىٰ الإقرار بخطإه وسوء طريقته.
أمّا أن تكون أدلّة الاحتجاج من مصادر
لا يثق بها الخصم ولا يعتبرها ، بل يثبت من جانبه وضعها واختلاقها بأدلّة
المخالف نفسه ، فأنّىٰ للمخالف والحال هذه أن يقنع خصمه بصواب ما يدّعيه ؟!
بينما تجد في الجانب الآخر علماء مذهب
أهل البيت عليهمالسلام
علىٰ العكس من ذلك تماماً ؛ فهم يثبتون دائماً صحّة مذهبهم ، وقوّة عقائدهم
من كتب أهل السُنّة أنفسهم ، بل ومن المصادر المعتبرة عندهم ، ولم نجد
إلىٰ الآن مؤلَّفاً واحداً في مورد الاحتجاج مع المخالف يثبت صحّة مذهب
التشيّع لأهل البيت عليهمالسلام
من كتب الشيعة أنفسهم ، وهي بين يديك ، تعدّ بالآلاف ، لا تجد فيها كتاباً واحداً ترد عليه مسألة الدور في الاحتجاج.
وإن دلّ ذلك علىٰ شيء فهو يدلّ
علىٰ قوّة وأصالة مذهب شيعة أهل البيت عليهمالسلام
، بخلاف مذاهب وفرق المسلمين الأُخرىٰ الّتي ظهرت نتيجة الأحداث المؤلمة التي أعقبت وفاة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
، والصراع الدموي الّذي جرى علىٰ الموقع الأوّل عند المسلمين منذ وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ نهاية خلافة العبّاسيّين !!
والسبب في ذلك : أنّ التشيّع لأمير
المؤمنين عليهالسلام
، ومن ثمّ للأئمّة من ولده عليهمالسلام
، إنّما بُذرت بذوره الأُولىٰ ونمت مع بداية الدعوة تماماً ، بل بأوّل إنذار قام به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
بتوجيه من الله عزّ وجلّ ، وهو إنذار عشيرته الأقربين ..
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 14